هذه المادة تكمل الموضوع الذي كتبه احد مدرس المدرسة الثنوية مفتاح العلوم الثاني : دانانج ستريا فريونو
سوده : محمد باقر الدين
اذا خطر ببالك انه لا يستطيع الانسان ان يبدل الطباع الحاقا بان القصير لا يمكن ان يجعل نفسه طويلا, ولا الطويل يقدر ان يجعل نفسه قصيرا. ينبغي ان تعلم ان البازي ينقل من الاستيحاش الى الانس, والكلب من الشره الى الامساك والتأدب والتخلية. وأن تعرف ان الكون ينقسم الى قسمين :
- ما خلق ولا مدخل للادمي واختياره في اصله واكماله كالسماء والارض.
- ما خلق وجعل فيه قوة ورشح الانسان لإكماله وتغيير حاله وان لم يرشحه لتغيير ذاته كالنواة التي فيها قوة التفاح فانها يمكن ان نغير حالها الاول اعني النواة الى التفاح وان لم يسمح ان تبدل الى قوة النخل. وكذالك طباعك مثل العقل والغضب والشهوة لا يمكن ان تنتقل قوته الى حال غيره كقوة الغضب يتبدل الى قوة العقل لكن يمكن ان يكمل ويهذب باختيار الانسان وتربيته.
اذا استسلمت ان نفسك يمكن ان يتغير من حال الى حال ما ويكمل فتنبه ان حسن الحال والاخلاق وتغير النفس لايجوز ان يحصل الا بالعلم لان الجهل والأحمق والغمر والبله يتعذر تفريق الحق والباطل في الاعتقاد والصدق والكذب في الاقوال والجميل والقبيح في الأفعال فكيف يمكن تحسين حاله مع انه لا يدرك أن هذا يعاقب آخرا أويثاب؟. ثم بعد حصول العلم والحكمة – ثمرة اعتدال قوة العقل- تكلف نفسك ان تعمل ما قد علم لان لا يقال لك “عقلك ذكي جدا لكن فعلك جنوني”.
وطوع الجوارح في الافعال كلها للعقل السليم -يدرك الفرق بين ذالك وهذا- بسبب قوة العدل الذي يعبر بالمنفذ والممضي لاشارة العقل.
وبالجملة تحصل الحال الحسن بسبب قوة عقلك اولا ثم قوة عدلك ثانيا. “بقدرما تعنّى تغتنم ما تمنّى”.
وبهذين القوتين العقل والعدل يتميز الانسان عن سائر الحيوان لان فعل الحيوان كله بحسب شهوته ونفسه. واما اعمال الانسان فيمكن ان يختار بين اتباع قوة العقل والشهوة لكن اذا اتبع مقتضى الشهوة فلا فرق بينه وبين الحيوان الحسيس كالكلب والخنزير وغيرهما.